الأسبوع الذهبي في اليابان، عطلة تجمع بين التاريخ والثقافة والاقتصاد. يعد الأسبوع الذهبي في اليابان أحد أبرز الفترات الاحتفالية في اليابان، ويبدأ في 29 مايو حتى 5 مايو من كل عام. ويعرف هذه الأسبوع بكونه أطول سلسلة عطلات وطنية متواصلة في اليابان.
يعتبر هذا الحدث بالغ الأهمية من الناحية الاجتماعية والثقافية. بالنسبة للمواطنين يمثل الأسبوع الذهبي فرصة نادرة للراحة والجمعات العائلة، وبالنسبة للشركات فهو موسم يشهد زيادة هائلة في المبيعات وانتعاش في السياحة الخارجية والداخلية والأنشطة الترفيهية.
ما هو الأسبوع الذهبي
ظهر مصطلح الأسبوع الذهبي أول مرة في خمسينيات القرن العشرين في قطاع السينما اليابانية. في عام 1951 لاحظت شركات الإنتاج أن الإيرادات ترتفع بشكل غير مسبوق خلال فترة العطلات المتتالية بين نهاية أبريل وبداية مايو. ومن ذلك الوقت استخدمت الشركات مصطلح الأسبوع الذهبي للترويح بشكل أفضل ومن أبرز هذه الشركات “Daiei Film”. واستلهم الاسم من مصطلح الوقت الذهبي ويعني وقت الذروة في البث التلفزيوني.
أما تاريخياً فجاءت هذه الإجارات والعطلات التي تشكل الأسبوع الذهبي نتيجة تشريعات سنت على مدى عقود، ببعضها يعود لبداية العهد الإمبراطوري الحديث، وبعضها يعود لما بعد الحرب العالمية الثانية مع اعتماد دستور اليابان الجديد عام 1947. وفي النهاية أصبحت هذه العطلات تجمه في فترة واحدة تعرف بالأسبوع الذهبي.
أيام الأسبوع الذهبي
29 أبريل: يوم شووا (Showa no hi)
يوم ذكرى ميلاد الإمبراطور الياباني هيروهيتو (شووا). حكم اليابان بين عامي 1926 و1989. ويعتبر أول أيام الأسبوع الذهبي وهو يوم يدعو للتفكر في أحداث تلك الحقبة التاريخية بما تحمله من إنجازات وصعوبات شكلت صورة اليابان الحديثة.
3 مايو: يوم ذكرى الدستور (Kenpo kinenbi)
يخلد ذكرى اعتماد الدستور الياباني الذي كتب بعد الحرب العالمية الثانية 1947. ورسخ هذا الدستور مبادئ الديموقراطية والحقوق المدنية. تقام في هذا اليوم فعاليات توعوية وندوات قانونية وسياسية.
4 مايو: اليوم الأخضر (Midori no hi)
هو يوم مخصص لتأمل الطبيعية وتقديرها، يزور فيه اليابانيون الحدائق العامة والمنتزهات، وتنتشر فيه حملات التوعية البيئية وقضايا الاستدامة وحماية البيئة.
5 مايو: يوم الطفل (Kodomo no hi)
تحتفل اليابان في هذا اليوم بصحة الأطفال وسعادتهم، وترفع فيه زينة أسماك الشبوط الورقية “الكوي نوبوري” كرمز للقوة والنجاح. وتعرض فيه الدمى التقليدية في البيوت.
كيف تحتفل اليابان بالأسبوع الذهبي
تختلف أجواء الاحتفال بالأسبوع الذهبي من منطقة لأخرى في اليابان، فلكل منطقة عاداتها وأسلوبها المميزة. ولكن يتفق الجميع على أن هذا الأسبوع يمثل فترة راحة لليابانيين. ومن أبرز العادات في هذا الأسبوع هو أن يزور الناس الأضرحة والمعابد وكذلك يقضون وقتهم في الجمعات العائلية.
كما وتقام المعارض والعروض المسرحية والحفلات الموسيقية والعديد من الأنشطة الثقافية والمهرجانات. وتشهد البيوت أجواء مميزة حيث تزين بالأعلام التقليدية في يوم الطفل.
وتشهد محطات القطارات ازدحام هائل حيث يسافر السكان داخلياً وخارجياً من خلال المطارات ومحطات القطار. وتعتبر هذه الفترة ثاني أكثر المواسم ازدحاماً في اليابان بعد عطلة رأس السنة.
تأثرت أجواء الأسبوع الذهبي نتيجة للتغيرات المعاصرة وتغير أنماط الحياة في المجتمع الياباني، فنرى أن الجيل الجديد يميل لقضاء العطلة في الأنشطة الترفيهية الحديثة مثل مدن الألعاب والفعاليات الثقافية
تغلق العديد من المكاتب والشركات أبوابها في هذه الفترة، ممل يؤدي لتوقف شبه كامل في بعض القطاعات، ويعد هذا استثمار في جانب الصحة النفسية والراحة للعاملين.
الأثر الإقتصادي للأسبوع الذهبي
تنعكس هذه الأجواء المزدحمة والفعاليات على الاقتصاد الياباني، فتمتلئ الفنادق والمنتجعات بالزبائن، وتزداد الرحلات الداخلية والخارجية. وتحقق دور السينما أرقام قياسية من ناحية الإيرادات ونرى تخفيضات كبرى على المنتجات في المتاجر. وكذلك تحصص العديد من الشركات ميزانيات ضخمة للحملات الترويجية للاستفادة من الإقبال المرتفع في هذه الفترة.
الأسبوع الذهبي والسياحة
يعد الأسبوع الذهبي فترة مؤثرة في انتعاش قطاع السياحة الياباني، حيث عمل على جذب السياح، فتتوافد أعداد كبيرة من السياح الأجانب للاستمتاع بالمهرجانات والفعاليات والطبيعة الخلابة لليابان في الربيع. ومن أبرز هذه الفعاليات:
- عروض الزهور
- المهرجانات التقليدية
- مسابقات ثقافية
وإذا كنت تخطط لزيارة اليابان في هذا الوقت فعليك أن تقوم بالتخطيط جيداً قبل رحلتك، فعليك أن تحجز مسبقاً للفنادق والقطارات وتجنب التنقل في الأيام الأكثر ازدحاماً.
التحديات والمشاكل في الأسبوع الذهبي
بالرغم من أجواءه الاحتفالية والعائد الاقتصادي الهائل، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الجمهور، ومن أبرزها الازدحام المروري، وارتفاع الأسعار حيث تزداد تكلفة السفر والإقامة في هذه الفترة مقارنة بالأيام العادية. وكذلك الضغط على الخدمات العامة، فتشهد المستشفيات والمطاعم وشبكات النقل ضغط هائل في هذه الفترة مما يتطلب استعدادات حكومية خاصة للتعامل مع الطلب الكبير.
بالرغم من التحديات الكبيرة إلا أن الأسبوع الذهبي الياباني يحسد أكثر من مجرد عطلة وطنية. بل هو أقرب لمزيج من التاريخ والسياسة والاقتصاد والثقافة. أسبوع واحد تعيش في اليابان حالة تجمع بين الاحتفال والاسترخاء. تشهد فيه اليابان فترة انتعاش اقتصادي كبير بالرغم من التحديات الكبيرة. وبالنسبة للسياح فيعد هذه الأسبوع فرصة مثالية لاستكشاف أحد أوجه الثقافة اليابانية المعاصرة. فهو أسبوع يمزج بين الماضي والحاضر في أجواء احتفالية استثنائية.
المصادر : Japan Guide
